ثقافة العنف! .. نشرت بتاريخ 28 / 11 / 2008


إن كانت الدماء لاتزال «ساخنة» فى وريدك: «اغضب»، لكن حذارى أن تبوح بغضبك، ولو لزوجة تقاسمك الفراش! لأنك لو رفعت صوتك «الخشن»، تروى لزوجتك الحادثة، ستسألك: ماذا ستفعل لو كنت فى الموقف نفسه؟ إن كنت تملك جرأة الرد،
فلابد أن أقاسمك الجرأة.. قلبى لا يطاوعنى: (قلب «زينب» لم يتحمل أن يهددها «الباشا الضابط» بخلع ملابسها هى وبناتها فى الشارع أمام أهالى القرية لإجبارها على الاعتراف بوجود أسلحة فى منزلها)!!.
«الباشا» يعمل بقسم «أبو تيج» بأسيوط، ويفترض أنه يعرف «تقاليد» أهل الصعيد، ربما لهذا استباح حرمة «الأعراض» ليجبر الرجال على تسليم السلاح! لكن رجل البيت كان غائباً يجرى خلف «لقمة عيش» فى «الغردقة».. لو كنت مكانه لعرفت كيف يولد الإحساس بـ «الثأر»، فيعمى الإنسان عن كل شىء إلا استرداد كرامته.
لو كنت من قبيلة «الترابين» لاعتصمت معهم على حدود العدو، إلى أن يعرف «العدل» طريقه إلى بدو سيناء، فعندما تسود ثقافة «العنف»، ويصبح كل بدوى متهماً «حتى إشعار» آخر، هنا تفرض القبائل «قانونها»، ويصبح الحكم الفعلى لأعراف القبائل .. و«السلاح»!!.
لا مجال لعتاب رقيق لمن بدأ مسلسل «الثأر» فى سيناء، جميعنا يعرف أن سياسة القبض العشوائى على آلاف السكان، عام ٢٠٠٤ للاشتباه فى صلتهم بتفجير منتجعات سياحية خلفت جرحا لايزال نازفاً بين رجال القبائل.
«البدوى» المنفى من خريطة التنمية، لا يملك إلا كرامته، قد يتهاون –مرحلياً- عن مطالبه المشروعة فى إلغاء الأحكام العسكرية، والإفراج عن السجناء ممن يعاد اعتقالهم بعد انقضاء مدة العقوبة، لكن «مشايخ القبائل» لا يقبلون التشكيك فى وطنيتهم!، لا يقبلون تصنيفهم دائماً على قائمة المطلوبين أمنياً: (بتهمة التهريب أو تجارة المخدرات أو التعامل مع جماعات الإرهاب).
وكالعادة ليست هناك «سياسة» واضحة لتنمية الرمال المحررة بدماء المصريين، وفى مقدمتهم «البدو»، هناك «أجهزة أمنية»، تحرمهم من العمل فى قطاعات السياحة والنفط الموجودة فى شبه الجزيرة التى تقع فى الشمال الشرقى لمصر، وكأنه «عقاب جماعى» يضع «البدو» فى خانة «التمييز العنصرى»،
فلا يسمح لهم بتملك الأراضى الزراعية، ولا يمنحهم رخص البناء، ربما لأن دماءهم «نقية»، لا تحمل جينات «الغطرسة» وفيروسات «الظلم والفساد»!!.أو ربما أن «الكبار» قرروا احتجاز البدو فى «خيام» يسهل اقتلاعها، لشراء أراضيهم بالبخس (دولار للمتر مؤجل الدفع)، وتسقيعها بحجة إنشاء المشروعات السياحية.
أليس غريباً أن تكون «البلطجة» هى عنوان الأسبوع الماضى!. وإلا لماذا أخرج ضابط شرطة (الطبنجة الميرى) ليقتل لاعباً سابقاً بمنتخب مصر لكرة اليد؟
ألا يرى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، أن ما يسمى «تجاوزات»، من أفراد الأمن، قد تحول إلى «ظاهرة متكررة»، تشيع العنف فى المجتمع بدلاً من محاصرته والتصدى له؟..
هل لديه ما يبرر ما حدث فى «أسوان» تلك المدينة السياحية المهمة؟.. لماذا أصبحت طلقات الرصاص هى «اللغة» الوحيدة التى يتعامل بها رجال الشرطة مع المواطنين؟..
هناك خلل ما فى جهاز الشرطة، خلل نفسى يدفع أحدهم لهتك عرض مواطن داخل قسم الشرطة، ويغرى الآخر بإجبار مواطن على خلع بنطلونه ونزع شعر العورة !!. ومسلسل لا ينتهى من أعراض «الجنون العارض»، الذى نعتبره تجاوزاً: «إفراط فى استخدام السلطة».
إن الإنجاز الحقيقى لجهاز الشرطة هو نجاحه فى خلق حالة «ثأر» مع الشعب، وكلما تزايدت وحشية الأجهزة الأمنية، ستنتشر «ثقافة العنف» ولن يوقفها أحد!

علماء ودراويش.. نشرت بتاريخ 21 / 11 / 2008


أحيانا أشعر أن الدخول فى حالة «دروشة فكرية»، أسلم من خوض الأسوار المكهربة بفتاوى غريبة، والمدعمة بكتيبة دراويش، يعيشون فى عالم من الغيبيات، يعوضهم عن مستقبلهم (المجهول)!. إنه الهروب إلى «يقين زائف» يتفنن البعض فى تسويقه إلى الناس، والتربح بدوامة «توهان»، تأثيرها يشبه تأثير «الدخان الأزرق»!!.
لكن البعض يدمن «تصديق» تلك الخرافات، ويروجها، وقد يفجر نفسه فى وجه من يعارضه.. لقد أصبحت «الخرافة» هى الحقيقة الوحيدة التى نملكها فى لحظات «اليأس»، وهى التجارة الرابحة بين أدعياء «العلم» أو «الدين»!!.
هناك (طبيب)، لايزال يعالج مرضى فيروس (C) بقرص النحل!. تماما مثل «دجال» يبيع (وهم الخصوبة) للرجال فى (دهن الخرتيت).. نحن ضحايا «الدجل السياسى»، والعلمى، والفكرى، والدينى! لقد خرج الغرب (الكافر كما يسمونه) إلى الفضاء، بحثا عن آثار حياة على سطح القمر، وطافوا بكوكب «المريخ»، يجمعون عينات للبحث العلمى. بينما لانزال فاشلين فى الاتفاق على تحديد بداية الشهر العربى: (فلكيا.. أم برؤية الهلال؟!).
«الخرافة» هى إرثنا الثمين، دارنا التى نسكن فيها: نحاور «الجن» أحيانا، ونترجى «القرين» أن يترك لنا أزواجنا.. و«القرآن» حجة قاطعة علينا!
أكثر شىء نردده من القرآن الكريم هو قدرة «السحر» على التفريق بين المرء وزوجه.. وإلا فكيف نفسر «العنوسة» أو «الطلاق»؟!
(هذا كلام كاتبة «علمانية»).. نعم وليبرالية أيضا، لكن طبقا لتعريف العلوم السياسية للعلمانية بأنها: (فصل الدين عن الدولة).. وليس طبقا لنظريات الدكتور «زغلول النجار»، الذى يقول إن كلمة علمانية تعنى: (من لا دين له)!!. ومن هذا المنطلق يكفر الدكتور «النجار» حكومة مصر التى خرج رئيس وزرائها الدكتور «أحمد نظيف»، ليعلن أن مصر دولة علمانية!
فى محكمة التفتيش الخاصة بالدكتور «زغلول»، لا ينجو أحد من تهمة «التكفير»، ربما لأنه يحتكر حقائق «العلم والإيمان»، ولأنه يعدد فى شهاداته وإنجازاته، التى لم نر منها إلا بلبلة الناس، و«حواديت» مشكوكاً فى صحتها، عن علماء أجانب أسلموا عندما اطلعوا على «الإعجاز العلمى للقرآن»، الذى يحترفه «النجار».. ويعتبره الطريق الوحيد لتنقية وجه الإسلام والمسلمين!.
«العالم» زغلول النجار وجد أخيرا حجة قاطعة لوقف سخافات الغرب، وقرر أن يخاطبه بلغة العلم - التى يفهمها - فطالب بأخذ: (عيِّنات تقدَّر بميكرو أو ٢ ميكرو من الحجر الأسود بالكعبة لتحليلها، وإثبات ما ورد فى السنة النبوية من أنه ليس من أحجار الأرض، وإنما من أحجار الجنة). ما قاله الدكتور «زغلول» ليس مجرد «عبث علمى»، أو مبالغة فى خلط العلمى بالدينى!.
فهو يستند إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (هاتان ياقوتتان من يواقيت الجنة)، ثم أشار إلى الحجر الأسود فى الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام. ولا يرى «النجار» أى تعارض بين «بحثه» وبين ما قاله سيدنا «عمر بن الخطاب» رضى الله عنه، وهو يطوف بالكعبة: (لولا أنى رأيت رسول الله يلمسك ويقبلك ما قبلتك ولا لامستك)، وهذه رواية صحيحة فى البخارى!. فليكن الحجر الأسود نوعاً فريداً من النيازك الفضائية يسمى الماس الأسود، أو يكن أحد أحجار الجنة.. هل نجعله معجزة الإسلام بدلا من القرآن، أم نكتفى بأن الغرب «الكافر» سيسلم عندما يخطف الماس عقله؟! قبل أن تتجمع «قافلة التكفير» للتشكيك فى عقيدتى، أعلنها على الملأ: (أنا أؤيد فكرة الدكتور «زغلول»، شريطة أن يجلب عينة من الجنة للمضاهاة)!

الجميلة.. و(الوحشين).. نشرت بتاريخ 14 / 11 / 2008


هل تحلم بزعامة حزب «معارض»؟، بسيطة، فمعارضة «النظام» أصبحت أسهل من الانخراط بين صفوفه!. حتى أحزاب المعارضة الشرعية غيرت استراتيجيتها لتتواءم مع مستجدات اللعبة السياسية.
لست بحاجة الآن لمقر ورئيس شعبى (مزمن) و«وريث» يحكم الحزب من الداخل، ولا أنت بحاجة لأيديولوجية فكرية، ولا قاعدة جماهيرية، لست مضطرا لمراقبة مصادر التمويل، والصدام حول «ثوابت الحزب» وصفقاته!!.
كل ما عليك هو «تصديق» أحد زعماء «التوك شو»، أو المشاركة فى «إضراب» أو حتى مجموعة على الـ«فيس بوك».. أو مظاهرة عابرة على سلالم نقابة الصحفيين، والأسهل أن ترفع شعار: «الإسلام هو الحل».
المهم أن تكون «ناشطا»، فى واحد من تلك الأحزاب العابرة لقواعد السياسة، فتلك هى المجموعات التى تقلق النظام، وتصدقها الجماهير!. عدة أيام فى المعتقل تجعلك بطلا مثل (إسراء)، أو محاولة تحرش جنسى (فى الشارع أو قسم الشرطة) تصبح زعيماً لحقوق الإنسان!.
(ربنا يكفيك شر أحزاب المعارضة الشرعية)، إنها «سبوبة» لمحترفى السياسة ممن يحتكرون: (عضوية أحد المجالس النيابية، وجاهة سياسية إقليمياً ودولياً، جرائد تضخ نسبة الإعلانات فى جيوبهم، ودول تغذى أحزابهم ببنكنوت «التمرد»، وصفقات مشبوهة مع الحزب الحاكم).
أنا لا أطلق حكما قاسيا على أحزاب المعارضة، إنها مجرد أمثلة من «صحيفة سوابق» المعارضة: فمنها «الديكتاتور»، الذى أضاع أكبر حزب ليبرالى ولم يبرح موقعه إلا بطلقات الرصاص، و«الحاج» الذى فتح مقر حزبه لقراءة الطالع، و«اليسارى» الذى قبل التعيين فى مجلس الشورى.. والأمثلة كثيرة.
لكن الأعجب من تلك الممارسات هو وقوع حزب مثل «الجبهة الديمقراطية» فى فخ الحرب الأهلية، بعدما راهنا عليه فى تجديد دماء الحياة الحزبية. وكأن «الشعارات البراقة»، التى يتبناها أى «مفكر سياسى» تتحطم على صخرة الواقع، أو أن الفجوة واسعة جدا بين (جين الزعامة) وطموح الجماهير!. حزب «الجبهة الديمقراطية» مر بحالة صراع «مكتوم» لم يتجاوز مرحلة التصريحات الصحفية، فلم يذبح بسكين (لجنة شؤون الأحزاب)، وأجرى الانتخابات، دون أن نسمع أنباء نزاع دموى على مقر الحزب، وهو السيناريو الذى تكرر من حزب «الوفد» إلى حزب «الغد»!.
هل الكراسى، (ملكية كانت أو حزبية)، تفقد القيادات صوابها، أم أن المعارضة أكثر استبدادا من النظام؟ إنها أسئلة تجيب عنها حرائق حزب «الغد»، الذى عقد جمعيته العمومية لاختيار رئيس بديل للمهندس (موسى مصطفى موسى) على إيقاع انفجار (زجاجات المولوتوف)، واتهامات العمالة، والبلاغات المتبادلة بين «جميلة إسماعيل» و«موسى مصطفى موسى».. منتهى الديمقراطية!!.
لقد ألهبت «جميلة» الأرض المؤدية لمقر الحزب: (بمذكرة من زوجها، عرضت على لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتوكيل محام أمريكى لمتابعة الدعاوى الدولية التى يقيمها زوجها أمام الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وأخيرا التقت «جميلة» الرئيس «بوش»، ووزيرة خارجيته «كوندوليزا رايس» لعرض قضية زوجها)!.
وعقب عودتها، صرحت للصحف بأنها كانت: (تطمع فى أن تكون أول سيدة ترأس حزباً سياسياً فى مصر، لكنها تراجعت نتيجة تحذيرات تفيد بأنها، حال نجاحها، سيتم إغلاق الحزب!!).. هكذا يمكن فهم «الفاعل» الأصلى فى حريق حزب «الغد»، إنها برجماتية سياسية تحكم عقلية «جميلة» و«موسى»، حتى «نور» فى محبسه يسعى للعفو الرئاسى، حتى لا يحرم من مباشرة حقوقه السياسية!.لقد سقطت كل الأقنعة عن «المعارضة»: (من يعيش -منهم- على «فتات» يلقيه له
النظام، ومن ينتحر طمعا فى كفن مخملى وجماهير ترتشى «بالدولار» لتتوجه «زعيما» فى قبره !!).