من الطب.. ما قتل!! .. نشرت بتاريخ 27 / 1 / 2006


أهم ما يميز الشعب المصري ـ في نظري ـ هو سياسة: «الرضا بالمقسوم عبادة» تلك التي يواجه بها كل النكبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا!.يستوردون لنا مبيدات مسرطنة أو ألبان أطفال ملوثة بمواد مشعة.. لا بأس، نحن راضون تماماً بقدرنا، أليس «الرضا» أولي درجات رفع البلاء!. يرضعون فلذات أكبادنا ألباناً فاسدة أو يفسدون أكبادنا ذاتها.. لا بأس أيضا!.
ولأننا أمام قطاع حيوي، كل من ينتمي إليه يسمي «حكيما» فلا يصح أن نتشكك لحظة في ضمائرهم أو نتهمهم بالإهمال الجسيم أو بالاتجار في آلام المرضي وعذاباتهم. الثقة في القطاع الطبي نابعة غالباً من داخلنا، من حالة الهلع التي تتلبسنا أمام مارد المرض فتدفعنا للتعلق بكلمة من فم طبيب تحدد موقفنا ما بين اليأس والرجاء.
جميعنا نسلم مصائرنا للطبيب دون أن نسأل أو نناقش تشخيصه أو روشتة العلاج الذي وصفه، لأننا أمام «الطب» جهلة بدرجة أو بأخري، ومصداقية الطبيب هنا هي طوق النجاة الذي ينتشلنا من حالة العجز ولو مؤقتا!.
لكن إذا كنت من أصحاب التاريخ الطويل مع المرض ـ مثلي ـ قطعاً ستخرج من حالة الإذعان لكل ما يقال لك وتسأل: هل صحيح أن الدم الذي يتلقاه المريض بريء من نقل الفيروسات الكبدية والإيدز؟ لا أعتقد، لأن هذا معناه أن الدولة تدعم اللتر الواحد بحوالي خمسمائة جنيه للفحوصات وحدها، وهي فكرة خيالية، خاصة إذا علمنا أن معظم المستشفيات تطلب التبرع بالدم من أهالي ضحايا الحوادث أو من يحتاجون لنقل دم عاجل.
وإذا كانت الدولة تدعم بنوك الدم بتلك الأموال الطائلة لماذا لا تعقم أجهزة الغسيل الكلوي الملوثة بلعن الفيروسات، فمن يخضع لجلسة غسيل يخرج بفيروس، أو لا يخرج إلا علي ظهره!. فإذا أفترضنا ـ علي سبيل التفاؤل ـ أن الدولة معنية بصحة المواطن فلابد أن نسأل: لماذا تحول المواطن إلي «فأر تجارب»، يتعاطي آلاف الحبات من أدوية محظورة منعت منظمة الصحة العالمية تداولها: «مثل دواء الأنفلونزا نايت آند داي، ودواء موبيك الذي تم سحبه من الأسواق مؤخرا!».
أين «الحقيقة» في وقائع الإهمال الجسيم في غرفة العمليات؟، لماذا تحولت أخطاء الأطباء من ترك فوطة أو مشرط في بطن المريض إلي فقء العين أو بتر اليد أو الشلل التام أو الغيبوبة حتي الموت؟. هل لدي وزير الصحة الدكتور «حاتم الجبلي» القادم من بين صفوف المستشفيات الاستثمارية أجوبة لهذه الأسئلة؟. هل يستطيع أن يبرر لنا الحرب الضروس بين شركات الأدوية حول علاج فيروسC بين الترويج للحبة الصفراء أو لعقار الإنترفيرون أو لأعشاب الدكتور عبد الباسط.. أليس هذا اتجاراً في آلام البشر!. مَن الملوم في أخطاء التخدير الخطيرة، هل المريض الذي لا يعرف معني تداعيات تلك اللحظة التي يفقد فيها الوعي لتتأرجح روحه بين الموت والحياة؟ أم الطبيب الذي لم يكتشف حالته الصحية ليتجنب مضاعفات قد تودي بحياة المريض؟!.
ربما لا يعلم وزير الصحة الجديد ـ بحكم ممارسته الطب في أرقي المستشفيات الاستثمارية ـ أن المستشفيات الحكومية تطلب من المريض ـ أحياناً ـ شراء الشاش والمستلزمات الطبية علي نفقته الخاصة. لكن المؤكد أنه يعلم تماماً الفرق الشاسع بين الفندقة السبع نجوم في مستشفيات المرضي السوبر ومستشفيات «الناس الغلابة»، ويعلم أيضا أن مظلة التأمين الصحي خدعة، وأن جميع الأمراض المستعصية التي تحتاج آلاف الجنيهات لعلاجها خارج مشاريع العلاج التي تكفلها النقابات وأولاها نقابة الصحفيين التي أنتمي اليها. أعلم أن الدكتور الجبلي ليس مسؤولا عن تاريخ العبث بأرواح الناس، لكنني أسأله: إلي متي سيستمر هذا المسلسل العبثي؟. أين الخلل: «هل في تدريب الأطباء، أم قلة رواتبهم الحكومية، أم في انشغال الأساتذة بتكوين الثروات قبل تنمية العقول والمدارس الطبية؟». الحقيقة لا أتوقع إجابة شافية من أحد.. لا أنتظر إلا مزيداً من الضحايا التعساء الذين يسخرون سراً من قَسم «أبو قراط» ولسان حالهم يقول «إن خطأ الطبيب يعادل القتل العمد»، يتوقعون أن تباشر نقابة الأطباء دورها في محاسبة المخطئ، وينتظرون «رحمة السماء» بكل صبر ورضا، لتحررهم من آلامهم.. ولو بالموت.

حكومة للشعب.. أم عليه؟! .. نشرت بتاريخ 23 / 12 / 2005


هل يمكن أن نعتبر النتائج الصادمة للانتخابات النيابية بروفة لعملية "التغيير"؟ هل يجوز أن تتحول أصوات الناخبين إلي استفتاء شعبي علي مطالب الشعب من الحكومة القادمة؟.
ربما تبدو الفكرة عبثية ولكن في غياب قياسات علمية للرأي العام يمكن أن نضع ظاهرة البلطجة والرشاوي الانتخابية كمؤشر يحدد حجم "البطالة" التي افترست ضمائر البعض وجعلتهم مجرد سلعة لمن يشتري !. ونتساءل: أليس سقوط بعض رموز الحزب الحاكم مؤشرا علي رفض الناس لـ "الفساد"؟، ألم يتحكم الوازع الديني لدي رجل الشارع في ترجيح كفة نواب جماعة الإخوان المحظورة؟.
هناك شبه إجماع علي شرط واحد في اختيار الوزراء الجدد وهو "طهارة اليد"، أما المطالب فهي كثيرة، لعلها تبدأ من تقديم إقرار الذمة المالية لبعض الوزراء المزمنين عند خروجهم من الوزارة - هذا إذا خرجوا-، أما في حالة بقائهم جاثمين علي أنفاسنا فلابد أن يطبق قانون محاسبة المسؤولين،لتدخل كلمة "الشفافية" التي نطنطن بها ليل نهار إلي حيز التنفيذ؟
ربما تتراوح المطالب الشعبية بين الخيال والرومانسية السياسية. فدعوني أحلم قليلا، ولندخل بوابة التغيير السحرية علنا نجد القانون "سيد الموقف"، فلا أحد ينتهك مبدأ "سيادة القانون" تحت بند: (إنت عارف أنا ابن مين)!!. وساعتها لن تمتد يد مسؤول للمال العام، ستختفي "الرشوة" من أروقة الوزارات، وتتلاشي شلل المحاسيب والأقارب، ويشفي الوزراء من ضعفهم أمام رغبات "الأولاد" والثروات المشبوهة.سيقلص عدد الوزارات وبالتالي تقل مواكب الوزراء التي ترهبنا، وتغلق منافذ السير والمستقبل في وجوهنا !.
في "أحلام اليقظة" أتخيل أن هناك "قانونا ما" سيرد الأموال المنهوبة إلي الشعب، فتعود القصور والأراضي "المغتصبة" ليتم توزيعها علي المواطنين بـ "العدل".. لكنني أسترد وعيي لأكتشف أن هناك المزيد من الأراضي والقصور تتأهل لاستقبال الوزراء الجدد !. وحين أعود لأشكل وزارة متخيلة تعمل لخدمة الشعب وليس لصالح حفنة المنتفعين (العصابة)،أجد بضعة أمتار لمسكن شاب في مستهل طريقه.. وعدة أفدنة صالحة للاستصلاح يستلمها أحد الخريجين، يدخر فيها عافيته وشبابه ليأكل الشعب من ثمارها.. وأقبض يدي علي فرصة عمل هاربة من أغلال الواسطة والمحسوبية التي تحاصر كل كفاءة وتنفي أي موهبة. فقط..أنا أحلم.. بأسرة بسيطة قادرة علي شراء "كسوة العيد" بعدما تحسنت موارد المعلم فلم يعد هناك مجال للدروس الخصوصية.أضع برنامج السيد رئيس الجمهورية أمامي وأسافر علي جناح التفاؤل: "حتما ستلغي عقوبة حبس الصحفيين من القانون.. وتطلق جميع الحريات. فالمجتمع سيشهد حالة "إصلاح سياسي" حقيقي، والديمقراطية تفرض حرية اصدار الصحف و تأسيس الأحزاب و تحمي حقوق الإنسان، سيأتي يوم تلتزم العدالة بعينيها المعصوبة لكنها ستسير بكل قوتها لتنشر المساواة".
سيحررنا الإصلاح الاقتصادي الشامل من عقدة "الخوف" من المجهول، سيحررنا الرخاء من الإحساس بالقهر. وستختفي من قاموس حياتنا الاجتماعية عبارات البطالة والعنوسة والجريمة والعنف. سنصبح مجتمعا آمنا متماسكا من الداخل.
سيحل التواصل الإنساني محل الصراع، وينقي الحراك السياسي من الفوضي والانتهازية، ستشارك المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني في صياغة مستقبل مصر، ستخرج المرأة من قمقم "تاء التأنيث"، وتخمد نار الفتنة الطائفية ليصبح الوطن كله علي قلب رجل واحد. وهنا تسترد مصر "القوية" ثقلها علي الخريطة الدولية وترفض الانصياع للإملاءات الأمريكية.إلي هنا واكتشفت أنني أبحرت طويلا مع أفلاطون في "المدينة الفاضلة". بينما البلد يحتاج إلي "معجزة" لا تتوفر للحكومات. أما "التغيير" الحقيقي فيحتاج لتطوير العقل الجمعي، يحتاج لمواطن يتمسك بحقوق المواطنة ويراقب أداء الحكومة، وللأسف المراقبة عملية محبطة جعلتني أعود لقسوة الواقع لأنتظر بعض الوزراء القادمين لتسلم الحقائب الوزارية وفتحها بـ "طفاشة" !!.

الصمت.. أضعف الإيمان! .. نشرت فى 9 / 12 / 2005


"العدالة" ليست مجرد قيمة روحية مجردة نتغني بها، بل هي أحد موازين الكون. إذا اختلت اختل معها الكون بأكمله، وإذا فتحت عينيها فقدت حيادها وموضوعيتها.
صحيح أنها تحتل أعلي المراتب السامية في منظومة الأخلاق، لكن تحولها من مجرد "فكرة" إلي واقع لا ينتقص من قدسيتها، وتلك القدسية تنتقل بالتبعية للشخص المنوط به تحقيقها وأعني به "الحاكم".. والقاضي أيضا.
فالحاكم يسعي لتطبيق شريعة السماء: "العدل أساس الملك"، وهي مهمة تبدو مستحيلة في زماننا هذا، بينما مهمة القاضي محددة بإطار جغرافي وجماعة إنسانية تشكو إليه ليرفع عنها المظالم. القاضي بشكل أو بآخر هو يد الحاكم الطولي لتحقيق العدالة، فبكلمة واحدة من علي منصة القضاء قد تفقد حريتك أو تسترد حياتك.
ومن هنا.. محظور علي الصحافة التعليق علي أحكام القضاء، فجميعنا نتعامل مع السلطة القضائية باعتبارها الحصن الآمن، وخط الدفاع الأخير عن المواطن والوطن.
فلماذا تبدل الحال مع الإشراف القضائي علي العملية الانتخابية؟! لماذا امتلأت الفضائيات بشكاوي القضاة وتذمرهم وتهديدهم بالانسحاب من الإشراف علي الانتخابات؟ الحقيقة.. لم تفزعني شهادة المستشارة "نهي الزيني" حول تزوير نتيجة الانتخابات ربما لأنها نشرت في جريدة مصرية (المصري اليوم)،
لكن مع توالي ردود الفعل حول شهادتها الصادمة في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية بدأت أسأل نفسي: هل يجوز لأي قاض أن يفشي "أسرار الدولة" علي القنوات الفضائية، مع التسليم بأن دوافعه هي تحقيق انتخابات نزيهة؟ هل طريق الشفافية يبدأ بالتعريض بالسلطة التنفيذية والحزب الحاكم؟ رغم اختلافي الجذري مع أداء الحزب الوطني وتعنت الأجهزة الأمنية شعرت بأن حق النقد قد يكون مكفولا للصحفيين أو للمشتغلين بالسياسة، أو لمنظمات المجتمع المدني التي تراقب العملية الانتخابية، أما القضاة فمحرومون - هذه المرة - من حق النقد.
لكن بعض رجال القضاء خرجوا عن مسارهم، وأطلقوا تصريحات سياسية صرفة، جعلت دورهم ملتبسا بين الإشراف علي الانتخابات والممارسة السياسية!!. وبعض الخبثاء فسروا الأمر بأن كشف مساوئ السلطة التنفيذية المراد منه تبرير مشروع "استقلال القضاء"، والبعض الآخر استحسن رفض القضاة إتمام عمليات التزوير تحت أنظارهم، أنا شخصيا من الفريق الثاني، لكن هل يتحقق ذلك بإطلاق القذائف من منصات القنوات الفضائية؟ لا أعتقد.
في ساحة المحكمة، يتمتع القاضي بالسلطة المطلقة، لكن في إدارة العملية الانتخابية، هناك توزيع أدوار بين سلطات مختلفة، منها المحافظة و الداخلية وجهات عدة مهمتها جميعا، أن تصل أصوات الناخبين إلي صندوق الاقتراع الذي يكتسب حرمته من إشراف القضاء، لتدخل الأصوات دورة الفرز بين أياد أمينة. وهذا معناه ببساطة أن مهمة القاضي تبدأ بعد عدة مراحل تتولاها أجهزة أخري، لكن نتيجة الخلط بين الأدوار بدأت إنذارات الانسحاب من العملية الانتخابية طالما ظلت الشرطة تحول دون تدفق الناخبين، في وقت متزامن مع المواجهة المحتدمة بين الأمن و البلطجية. واختلطت المطالبة بتحييد الشرطة مع المطالبة بحماية القضاة، وتراجع الحديث عن نزاهة الانتخابات مقابل شهادة بعض القضاة بتزويرها. وتلك الشهادات صدرت عنهم ثم ارتدت إلي صدورهم، فخرج علينا "عصام العريان"، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ليتهم الحكومة باختيار قضاة مشكوك في نزاهتهم لعمليات الفرز! ألم يكن يعلم أحد القضاة الذين صوبوا السهام إلي قلب الوطن، أنهم يسكنون هذا القلب المنهك.. وعليهم الآن أن يضمدوا جراحه بالعودة إلي ثكناتهم أو بالتزام "الصمت" وذلك أضعف الإيمان؟

صالون بابا....بقلم الأستاذ / حمدى رزق


لو كان الأستاذ إحسان عبد القدوس حياً، لطلب شطب اسمه من علي الصالون المفتوح علي البحري لجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» في نقابة الصحفيين، ولو كان النقيب يعلم أن غالبية من انتخبوه (حباً لا كرهاً) من صحفيي المؤسسات القومية ما سمح لأعضاء جماعة، ـ اتهم مرشدهم صحفيي المؤسسات القومية بالرشوة والتضليل ـ أن يطأوا بأقدامهم سلالم النقابة، التي لا يشرفها أن يدخلها من يدعي علي الصحفيين الرشوة والضلال.
ولأن الأستاذ إحسان ذهب إلي جوار ربه راضيا مرضيا، ولأن النقيب لا بيصد ولا بيرد الإخوان،وسكرتيره العام لم يحرك ساكنا، عندما احتلوا «اللوبي»، وأقاموا الصلاة جماعة في رهط من طلبة الإخوان الذين لجأوا لصاحب الصالون، ليمسك الميكروفون ويشتم النظام لحساب الإخوان، وعلي حساب النقابة ومن داخل مبني نقابة الصحفيين، فإنني لا أستطيع أن أتسامح أو أوالس محمدا أو أستاذنا إحسان في قبره.
أعرف أن محمد عبد القدوس (الشهير بعمنا)، ماسك ذلة علي النقابة، لأنه أيام الانتخابات بيشتغل موصلاتي النقباء إلي مكتب الإرشاد، ليخلعوا الأحذية، ويصلوا وراء المرشد صلاة مودع علي هواء الجزيرة مباشرة، وأعلم أنه طايح بقلمه يكفر هذا، ويعلمن ذاك (كفرني وعلمن سحر الجعارة)، ولا يستطيع أحد إغلاق صالون بابا، من يجروء علي إغلاق صالون باسم إحسان عبد القدوس الذي أتخذه درعا وحماية.
أنا لا أحرض علي إغلاق الصالون، ولكن أن يطأه نائب المرشد مرة والجزار مرة والعريان مرات وهلم جرا من جماعة تهجمت علي الصحافة والصحفيين، ونالت منهم ومن سمعتهم، فبئس الصالون وبئس ما يقال فيه،ولابد من وقفة تجاه عبد القدوس الذي حول النقابة إلي بوق إخواني، يصدح بتعليمات المرشد الذي اتهمنا في شرفنا، دون أن يجفل له جفن أو يحرك ساكنا تجاه نفي ما لفظه من جوفه علي ملابس أناس يتطهرون، وبعضهم يحارب بسيفه وماله الذي تزيغ منه الأبصار.
من حقي كصحفي أن أرفض وجود الصالون علي تلك الطريقة الإخوانية، وأرفض أن يديره محمد ابن إحسان، وأفضل أن يديره أحمد بن الراحل الكريم، اشمعني محمد، علي الأقل سوف يديره بطريقة اقتصادية، تدر نفعا علي النقابة المفلسة، والأفضل أن تضعه النقابة تحت تصرفها، وتدقق في ندواته وضيوفه وتساوي بينهم، ويصبح منبرا لكل القوي الوطنية، وليس لكل القوي الإخوانية والتابعين بإحسان، وأن يظل صالونا فكريا وليس تحريضيا، ولا يدخله شتام للصحفيين، أو متهم لهم أو ناقم عليهم أو من هم ضد الحريات ويحبسون الصحفيين ويروعونهم،ويسبونهم في «آفاق عربية».
ومن حقي أن أطالب بالمساواة وأن أحجز القاعة الرئيسية مرة كل شهر وأعقد ندوة وأسميها «صالون بابا رزق» نسبة إلي والدي وأدعو فيها حبايبي، وجيراني، ومن أكتب عندهم بالواسطة، ومن أنافقهم بجهالة، ومن أعاكسهم في الطرقات، وتبقي بارتي.
«صالون بابا» علي عكس صالون (بابا عمنا) حصيرته واسعة، وإذا رفض النقيب سأقول اشمعني محمد، ثم إنني صحفي مؤدب ومتربي وأبي رجل فاضل علمني الأدب والاحترام وعفة اللسان، وعدم التحريض علي زملاء المهنة عند رؤسائهم لقطع العيش، وقصف الأقلام التي لا تكف عن فضح اصحاب الصالونات التمليك.
الأخ محمد، هل فكرت أن تعقد ندوتك الشهرية «صالون إحسان عبد القدوس» في صالة مكتب الإرشاد بالملك الصالح مرة لنعرف رأي الجماعة في الاسم الذي يعلو الصالون، هل يقبل المرشد دخول مرتشين من صحفيي الصحافة القومية إلي مكتب الإرشاد بالأحذية ليناقشوا «الليبرالية كما تجلت في أدب إحسان».













خلال الإنتخابات النيابية ، عام 2005 كتبت المقال السابق بعنوان" الجردل والكنكة"، أنتقد فيه تعبئة الإخوان لإستعراض القوة السياسية . ورد على الأستاذ/ محمدعبد القدوس فى المقال اللاحق ..






وقد إعتبرتها معركة فكرية .. بين زملاء أحدهما ينتمى لجماعة الإخوان المحظورة .. والثانى - أى- أنا يدافع عن البلد من خطورة مشروع الدولة الدينية

الحاكم بأمر «الإخوان» !! .. نشرت فى 2 / 12 / 2005


أن يرتدي كاتب عباءة «الإخوان المسلمين»، ويروج لمشروعهم السياسي للسطو علي الحكم، فهذا مشهد عادي ومتكرر، في زمن تباع فيه الأقلام والأفكار والمواقف. لكن حين يقود «محمد عبدالقدوس»، عضو مجلس نقابة الصحفيين، عملية إختراق النقابة، ويسخر نقابة الرأي لتصبح منبرا للمرشد العام للإخوان فهنا يصبح المشهد منفرا ومرفوضا.
أنا شخصيا لم أغفر له هذا السلوك، وكتبت - ساعتها - أذكره بأننا لم نمنحه أصواتنا، ليؤجر النقابة من الباطن لجماعته المحظورة.ويبدو أنه ادخر لي الموقف.. وأجل الرد ليوم صعود نجم جماعته في الأفق السياسي، ليرد من موقع يمكنه من «تكفير» من يشاء، وإطلاق الأحكام علي زملاء المهنة، وفقا لما تمليه عليه جماعته وتطرفه الفكري !.
من الذي منح «الحاكم بأمر الجماعة» - محمد عبد القدوس سلطة تكفير الناس، ووصف أفكارهم بألفاظ يعاقب عليها قانون الصحافة. هل قامت جماعته بتوزيع السيوف لشق صدورنا والتفتيش في نوايانا؟. ولماذا ترك الزميل كل الرجال الذين هاجموا جماعته، واستل سيفه ليرفعه علي كاتبة «امرأة»؟. ليكشف بذلك عن منهج جماعته المحظورة في التعامل مع المرأة!. ليكن يا مولانا.. فلتعلم أنت وجماعتك أنني لن أترك أرض المعركة، ولن أسلم قلمي، لأنه قلم «حر ومستقل»، لم يتقاض مليما من حزب سياسي، ولا جماعة مباحة أو منحلة، ولم يدع بطولة ما أو يطلب حماية الأمن.
أما صاحبته فليست من أنصار حبس الصحفيين، فقط لإيماني بحرية الصحافة، ولهذا لم أستجب لمن نصحوني بمقاضاتك علي ما نشرته في حقي. أنا أفضل إدارة المعارك الفكرية علي رفع دعاوي قضائية. و أقدر أنك تتقاضي أجرا عن عملك في جريدة تنطق بلسان الإخوان، وتنشر أفكارهم بين الناس.
أقدر أيضا انزعاجك من مقال «الجردل والكنكة»، الذي تناولت فيه صراع الإخوان مع الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية، وحرصك علي مصالح جماعتك، لكن فاتك أنني ممن لا تعنيهم إلا مصلحة «البلد»، وبالمناسبة الدولة مازالت «مدنية» لا أفضلية فيها لصاحب "اللحية". لكن يبدو أن صورة الدولة «الدينية»، تبلورت ملامحها في ذهنك وحدك فبدأت في تطبيق قوانينها! تعجبت من الخلط المتعمد في المفاهيم الذي يتقنه نجل الكاتب «إحسان عبد القدوس»، الذي ترك تراثا أدبيا هائلا لتحرير المرأة، مما دفع نجله للاحتماء بالأفكار المتطرفه هربا من عباءة والده!!.
ولنبدأ من مفهوم «العلمانية»: (العلمانية من العلم وليست من الكفر)، والعلم هو الذي جعل لجماعتك قناة فضائية، وموقعا علي الإنترنت، وشبكة اتصالات لنقل التمويل من الخارج (منها الرشاوي الانتخابية التي تنكرها).
العلمانية - يا «مولانا» - كلمة مشتقة من العلم، وهي التي تنقل صورة «عصام العريان» إلي العالم عبر الفضائيات. هي ماكينة الطباعة التي تجسد كلماتك النارية في حق زملاء المهنة! هذه هي العلمانية، كما أفهمها، وكما اتفق علي تعريفها علماء اللغة، أما فقهاء تسييس الدين الذين يعتبرونها مرادفا للكفر فلست معنية بعقولهم المشوشة. لكن الخلط بين العلمانية والكفر تماما، مثل الخلط بين الدين والسياسة الذي تتقنه جماعتك.. أما وصمنا بالعلمانية للتأثير في عامة الناس، فهو متطابق تماما مع شعار «الإسلام هو الحل»، الذي ترفعونه للهيمنة علي وجدان البسطاء باسم الدين ثم استغلال أصواتهم الانتخابية في الوصول للحكم! يعيب علي الشيخ محمد أنني محسوبة علي التيار الليبرالي، فمكاني الطبيعي - من وجهة نظره - هو «المرحوم الاتحاد الاشتراكي»، لكنه لم يفطن إلي أنني كنت أحبو حين تم حله
! وأحمد الله أنه لم يمارس علي قانون جماعته، فيقول مثلا: إن مكاني الطبيعي ضمن «سبايا المرشد العام»، أو ضمن حريم الجماعة «مما ملكت أيمانهم»!. الشيخ محمد يعارض مطالبتي بتدخل الأمن للسيطرة علي الشارع، الذي يضج ببلطجية جماعته وسيوفهم، وهذا دفاع مستفز عن «إرهاب» السلطة القضائية والتنفيذية لا يليق بمثله.


أما نحن الليبراليين - الذين تكفرهم - فأول من طالب بالديموقراطية لنا ولكم، وبالاحتكام لصناديق الاقتراع.. لكننا نعرف الفرق جيدا بين «المهدي» و«الضال».فكفوا عن الحديث باسم الله عله يرحمكم !

الدين لله.. والوطن للبيع!.. نشرت فى 25 / 11 / 2005

ما أسهل أن تجلس في ولاية "ميريلاند" الأمريكية، وتفتح المزاد لتبيع وطنا تخليت عن جنسيته.. وتتاجر
بقضية الأقباط باعتبارهم "أقلية مضطهدة" لتشعل نيران الفتنة في مصر.. البلد الذي فقدت بوصلة العودة إليه حين أقسمت علي الولاء لأمريكا!
هذا بالضبط ما يفعله "مايكل منير" الملقب بزعيم أقباط المهجر ، وهو شخص ليس بعيدا عن الشبهات ، فهناك روايات حول اتجاه أمريكي لتوقيفه لاتهامه بإساءة استخدام أموال ومعونات فيدرالية فيما يخص قضية دعم الإصلاح في مصر وهناك أيضا علامات استفهام تحاصره بالقانون الأمريكي الذي يعتبر الكذب والتهرب من الضرائب جرائم لا تغتفر!
وبالتالي اضطر مايكل للترويج لنفسه عبر الميديا الأمريكية والعربية بصورة مختلفة. في محاولة لتعزيز فرص فوزه بعضوية الكونجرس عن ولاية ميريلاند.
فهل هناك أرخص من بلد يتمزق بين سيوف الأخوان المسلمين وأنياب الحزب الوطني، ليقدمه مايكل قربانا للإدارة الأمريكية التي تصر علي فتح ملف الأقليات و قضايا الحريات في مصر !.
فتح مايكل ملف الخلافات التاريخية في مؤتمره : "غياب الديمقراطية وحرية الأديان واضطهاد الأقليات في مصر، وبلاد الشرق الأوسط"، فهو مستعد للتحالف مع الشيطان لهدم المعبد فوق رؤوس الجميع.
وللأسف تزامن ختام مؤتمره المشبوه مع حالة الصعود السياسي لجماعة الأخوان المسلمين ، وتزايدت حدة الفزع من هيمنة مشروع الدولة الدينية علي المستقبل السياسي .الأمر الذي جعل البعض ينظر إلي مقررات المؤتمر باعتبارها المعادل الموضوعي لسطوة التيار الإسلامي علي الشارع المصري وسيطرته المتوقعة علي المعارضة البرلمانية . ودعم هذا التوجه حالة الفزع التي سيطرت علي المفكر "ميلاد حنا" ودفعته للتحذير من هجرة جماعية لأغنياء الأقباط من مصر!. وكذلك مبادرة البابا "شنودة الثالث" برفع مخاوف مشابهة للقيادة السياسية.
إنها اللحظة التاريخية المناسبة ليطالب "مايكل" بتخصيص ١٥% من المناصب الحكومية للأقباط (أولها المناصب السياسية العليا)، وإجراء إصلاحات دستورية للفصل بين الدين والدولة ، والمساواة بين المصريين فيما يتعلق ببناء دور العبادة ، وإلغاء خانة الهوية الدينية من جميع الوثائق الحكومية ..
وهي مطالب ظاهرها العدالة وباطنها النزعة الطائفية : "لأن تخصيص كوتة للأقباط يقضي علي مفهوم الديموقرطية ،ويحتكم للديانة بدلا من الكفاءة.. ويواجه تطرف الإخوان بتطرف أقباط المهجر . وإذا كانت مقررات المؤتمر تحدد نسبة التمثيل علي أساس عدد المواطنين فهذا ينسف فكرة المساواة في بناء دور العبادة، لأن الأغلبية في مصر مسلمون !. أما إلغاء الديانة من الهوية فيجوز تطبيقه في جوازات السفر ،بينما يستحيل تنفيذه في البطاقة المحلية لما يترتب علي ذكر الديانة من حقوق مدنية ترتبط بالعقيدة منها الميراث وقواعد الزواج".
وفي ظل حالة الغليان الديني والاحتقان السياسي، الكل يتحدث عن مفهوم "المواطنة" سواء الإخوان المسلمين الذين يتبعون مرحليا مبدأ "التقية" الشيعي ،أو الأقباط الذين يخشون من التحول إلي مواطنين من الدرجة الثانية ، بينما الحديث في حد ذاته يفتت أمن الوطن.
انشغلنا بالعويل فلم ينتبه أحد لأمن البلد الذي تتهدده ممارسات "فرد" احتكر الحديث باسم الأقباط ،وأخذ يستعدي الإدارة الأمريكية علي مصر ، يسعي لقطع المعونات الاقتصادية عن مصر ، ويجاهد مع المسيحية الصهيونية لنصرة ما يسميه الأقلية القبطية المضطهدة .. وكل ما يسعي اليه "مايكل" مؤثم بحكم المادة ٧٧ من قانون العقوبات التي تجرم استعداء الدول الأجنبية علي المصالح السياسية والاقتصادية للدولة!تبدو مصر في مرحلة فاصلة ، تتغير فيها الخريطة السياسية ليحل الاستبداد الديني محل الفساد السياسي.

«كنوز الوزير سليمان»


لم يبدع الكاتب الساخر «أحمد رجب» شخصية «قاسم السمَّاوى» من فراغ، صحيح: (جتنا نيلة فى حظنا الهباب)!!. فبعضنا لم يستوعب قانون «النهب المنظم»، ولا ورث جينات «الفساد» التى جعلت بعض الوزارات «مغارة على بابا». نحن «ضعفاء» ننحنى لـ«القانون»، ونسير على حبال «العيب والحرام»، كل ما نطلبه من الدنيا ألا تفلت أيادينا، فنسقط فى جوف «سمك القرش» المتربص بالشرفاء!. صوتنا منخفض، نخاف من «ظلنا»، ونتابع ما يحدث للبلد كمن يتابع فيلم رعب، ويخشى أن يخرج «مصاص الدماء» من الشاشة ليقبض على رقبته.
فكيف نصبح طرفًا فاعلاً فى «عصابات النهب المنظم»؟.. نحن لا نملك «حصانة» تحمينا من «المساءلة»، ولا أسطول سيارات (هامر و مرسديس وبورش)، أسطول يدوس كل القوانين، ويدهس أحلام البسطاء. ليس بيننا «شاب» يمتلك فيلا فى «مارينا» بمبلغ يتجاوز المليون جنيه، وقطعة أرض بالحى المتميز بمنطقة الجولف، هذا بخلاف مشاركته فى عدة فيلات بمصر الجديدة.
إنه شاب «قاصر» لكن «الولى الطبيعى» عليه «وزير»!!. إنه وزير الإسكان السابق «محمد إبراهيم سليمان»، الذى أدمن مقاضاة الصحفيين، أثناء فترة توليه الوزارة ارتكب تجاوزات فى مسألة أراضى الدولة، بالمخالفة للدستور (المادة ١٥٨) التى تنص على أنه: (لا يجوز للوزير أثناء تولى منصبه أن يزاول مهنة حرة أو عملاً تجارياً أو صناعيا أو أن يشترى أو يستأجر شيئاً من أموال الدولة أو أن يؤجرها أو يبيعها شيئًا من أمواله أو أن يقايضها عليه).. أما الحيلة الساذجة التى تم بها الشراء فهى كتابة الممتلكات باسم الزوجة والأبناء!.
وفى التقرير الذى نشرته (المصرى اليوم) من واقع المستندات الرسمية، ثروة «سليمان» تتجاوز «كنوز سليمان»: (قصور وفيلات وأراض مميزة، كلها وقعت فى قبضة الوزير المسؤول عن كارثة «الدويقة»!). إنه الوزير الذى لم يكلف نفسه مشقة حضور اجتماعات اللجان التى ناقشت كارثة «الدويقة»، رغم أنه نائب الدائرة نفسها «الجمالية ومنشأة ناصر».
لقد اعتاد «سليمان» تطبيق دستوره الخاص، ولخص دفاعه عن نفسه فى خطاب رسمى للدكتور «فتحى سرور»، رئيس مجلس الشعب، يفيد بأن جميع أملاكه قد امتلكها قبل دخوله الوزارة، أى قبل أن نعرف رقم «المليار» الذى تقاس به ثروته!. تصور «سليمان» أن الخطاب الموجه من الرئيس «مبارك» إليه بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى «كارت إرهاب» لكل من يقترب من سمعته أو ممتلكاته!.
لكن الرئيس «مبارك» لا يتستر على تجاوزات، مهما كان اسم صاحبه، ولن يصمت على جرائم إهدار المال العام. ولو تأملت ملايين الدولارات التى دفعت لقتل فتاة مغمورة (إن صحت الواقعة)، ستجد أن «هشام مصطفى» دفعها من المضاربة على الأراضى. لقد اخترع «سليمان» ظاهرة «تسقيع الأراضى»، واختص عائلات محددة باستثمار مناطق كاملة .. باع رمل الصحراء، وفى كل رملة صفقة خفية، باع الشطآن والجبال . فلم يتبق لنا إلا «مخيمات الإيواء» و«العشش الصفيح»، وشباب يحلم بالعثور على مفتاح مشروع: (ابنى بيتك)!!. لقد ثبت بالمستندات المقدمة للمحكمة إهدار الوزير السابق المال العام، وبالتالى أصبح استعادة ممتلكات الشعب وبيعها بالمزاد العلنى مطلباً شعبياً. الدولة التى ترفع شعار «الشفافية» لابد أن تفُعِّل قانون محاسبة الوزراء، وتطهّر الحكومة من «الفساد الرسمى».. وتطهّر «المناصب» من استغلال النفوذ، وشهوة السلطة، والثروات الحرام!!.