أرشيف المدونة الإلكترونية

"وجه قانا" .. المقال نشر بتاريخ 11 / 8 / 2006

في عام ١٩٦٦ كانت مذبحة قانا الأولي، وكان «نزار قباني» حيا، يناضل ببضعة أبيات شعر. 
في ٢٠٠٦ مع تجدد المجازر الإسرائيلية من قانا إلي صريفا .. والبقية تأتي، لم أجد سوي بعض من أبيات نزار، أواسي بها نفسي، ربما، وربما أستعير لغته بعدما فقدت القدرة علي التعبير.


إلي شهداء العجز العربي الذين عجزنا عن حمايتهم، ولا نعرف السبيل لمواساتهم، جزء من قصيدة «راشيل وأخواتهـا - وجـــــهُ قـــــانـــــا»:
 
كشفت قانا الستائر...


ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهودي عتيق
وتقودُ المجزرة..
تطلقُ النارَ علي أطفالنا دونَ سبب..
وعلي زوجاتنا دونَ سبب
وعلي أشجارنا دونَ سبب
وعلي أفكارنا دونَ سبب
فهل الدستورُ في سيدة العالم..
بالعبري مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟
هل علي كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا..
إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ
قتلَنا، نحنُ العرب؟؟ 
انتظرنا عربياً واحداً 
يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..
انتظرنا هاشمياً واحداً..
انتظرنا قُرشياًَ واحداً..
دونكشوتاًَ واحداً..
قبضايا واحداً لم يقطعوا شاربهُ..
انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنترة..
فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثرة..
أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ
بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟
فجهادُ «الفاكسِ» من أبسطِ أنواعِ الجهاد..
هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ
لجميعِ الشهداءِ الراحلين
وجميع الشهداءِ القادمين..!
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟
وجريرٍ.. والفرزدق..؟
ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبرة..
ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟
وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟
وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ..
بل كنّا ملوكَ الثرثرة..
ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ..
ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟
ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟
نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ
ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً..
نحنُ شعبٌ من عجين
كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً
نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا..
رحم الله «نزار» .. وشهداء الكابوس العربي .. تضرعوا لله لتشملنا رحمته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق